الإنسانية وبر الوالدين الوالدان هما أقرب النّاس للإنسان، وهما من ضَحَيا في سبيل راحته وسعادته أكبر التضحيات وأعظمها، وهما أيضاً من تعلّق قلباهما به لدرجةٍ لا يُمكن لإنسانٍ عاقلٍ، عطوفٍ، محبٍّ إلّا أنْ ينحني أمامهما كلَّ يوم إكباراً وإجلالاً.
أعلت الإنسانية من مكانة الوالدين وقدمتهما على من سواهما ممن يرتبط الإنسان بهم بالعلاقات الإنسانية المُعتادة، غير أنّ بعض الأشخاص خاصّةً أولئك أصحاب المصالح والأهواء ممن نُزعت الخيرية من قلوبهم، لم يلتزموا بأبسطِ القواعد التي تمنحهم إنسانيتهم المفقودة وهي بر الوالدين، والتودد إليهما، بل رفضوا هذه الإنسانية وعقوا والديهم، وتنكروا لهما بطرقٍ ومظاهر مختلفة. في هذا المقال سنعرض أبرز مظاهر عقوق الوالدين.
مظاهر عقوق الوالدين - التأفف الدائم في وجهيهما، والعبوس المستمر، وعدم التبسم لهما، وهذا أمر يَستهين به كثيرٌ من الناس على الرّغم من أنّه يتسبّب بكسر خاطريهما، وجرح مشاعرهما، وجعلهما يشعران بأنّهما منبوذان لا قيمة لهما.
- عدم الافتخار بهما أمام الآخرين، والاستهزاء بالطريقة التي يتكلمان بها، أو الضحك على تصرفاتهما.
- عدم الاستماع إلى نصائحهما، وعدم إصغاء السمع لما يتفوهان به أو يقولانه، ظناً من الشخص أنّهما لا يتفهمان متطلبات المسألة ومقتضياتها، مع أنّ الجلوس معهما ومناقشتهما فيما يطرحانه من أفكار يدخل السّرور إلى قلبيهما، ويجعلهما يَشعران بقيمتهما العالية، على الرّغم من أنّ المصلحة قد تقتضي في بعض الأحيان عدم الأخذ بنصيحهتما خاصةً إنْ غابت اعتباراتٌ كثيرة عن ذهنيهما فعلاً.
- الامتناع عن الإنفاق عليهما أو زيارتهما، والميل نحو الزوج أو الزوجة أو الأولاد وإهمالهما؛ فالوالدان مهما كانت الظروف هما أولى النّاس بحسن صحابة الإنسان.
- الطمع في أموالهما والتودّد إليهما لأجل الحصول على المال، أو لأجل منفعةٍ معينة، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى أكلِ حقوق الآخرين بالباطل، وتكثر مثل هذه الأمور المؤسفة عند توزيع الإرث بين الأخوة، خاصّةً إنْ كان الوالدان من أصحاب الثّروات الكبيرة.
- فعل الأفعال التي تؤذيهما أو تغضبهما، وقد يشمل ذلك العديد من الأمور التي قد لا يلقي لها بعض الأشخاص بالاً، فالإنسان يجب أنْ يُدخل السّرور بشكلٍ دائمٍ عليهما، حتى إنْ اقتضى الأمر في بعض الأحيان عدم إخبارهما بالأخبار المزعجة وغير السارة.
- التآمر عليهما، أو إلقاؤهما في دور المسنين التي تكتظ بكبار السن، والتي قد يتلقّيا فيها أسوأ أنواع المعاملة، وحتى لو تلقيا فيها معاملة حسنة فإنهما سيفتقدان لحنان أبنائهما، فكبار السن بحاجة إلى الرّعاية، والحنان، والمحبة بشكلٍ كبير.